الست نعامة: ديسمبر 2008

الست نعامة تعبر عن ما تتخيله وتعيشه ويحدث لها كل يوم أو كل شهر أو ربما كل عام.

قنديل القناوي


النهاردة أطول يوم في السنة عشان النهاردة الذكرى السنوية يا ترى؟

لأ، النهاردة أول أيام الشتاء الحزين، هذا الفصل من العام مستفز ويثير الأعصاب بجد؛ ملل، وجو نكدي ولبس تقيل، وجزم طويلة، وتقشف في الأيادي والسيقان مع كل المحاولات لتلافي هذا التقشف الغتت، واستخدام كل أنواع الوصفات والمساحيق، ربنا يسهّل بقى وتنجح الوصفات البلدي المرة ديه.

وقنديل كان بيحتفل بعيد ميلاده من كام يوم، تعالي يا أم هاشم واتفرجي على قنديل بيعمل إيه. والكل كان منوّر مصطفى مستور وسهى البرشومي ومعاهم عبد السلام سمك قلبوا الدنيا بحكاياتهم عن الكنبة وقعدتهم عليها.

المهم ان محمد منير بقى بيدوّر ع اللولي يا لولي، وحبسوني وحبسوه.

التسميات: , , ,

 14:35  1 هسهسات أرسليها بالبريد  

كيفَك انتَ

ملحوظة: للأستمتاع بالتدوينة ديه، لازم تكون فيروز بتغني كيفك انت في الخلفية.

تذكر أخر مرة شفتك سنته؟ تذكر وقته آخر كلمة قلته؟
تغني فيروز وهى قاعدة بتسمعها وتفتكر معاها حكايتها معاه. بتشوفه بس مش كتير، بتكلمه بس مش كتير برضو. مفيش جديد يتقال أو يتحكي عنه، مع انها كانت بتكلمه عن أي حاجة ممكن تحصلها ولو صغيرة وفي أي وقت، بس خلاص معندهاش طاقة عشان تطلعها ولا في قوة عشان تبذل مجهود، بتتكلم في مخها جوة دماغها كأنها بتتكلم معاه هو. حواليها ناس كتير وناس كويسين، بس خلاص مش قادرة. تحتفظ بداخلها بذكرياتها الجميلة معاه ونفسها تعمل حاجات تاني عشان يكون عندها ذكريات كتيرة ولكن ....

"إرجع أنا وياك".."تذكر آخر مرة شو قلتلي...زعلت بوقته...هيدا انت"..."انت الأساسي وبحبك بالأساس" بتكمل سماع الأغنية وتتخيل لو كانوا مع بعض لحد دلوقت، يا ترى هيكونوا إزاي؟ ولما يكبروا ويتقدم بهما السن، هيكونوا زي الرجل والست العجوز إللي شافوهم مرة في وسط البلد وهما بيتمشوا وتخيلوا نفسهم في مثل هذا الموقف؟

وترجع بالذاكرة، أول يوم اتقابلوا أو شافته هى، قابلوا بعض في مكان ضيق، عدوا من جنب بعض وخلاص. بعد يومين اتقابلوا تاني قالتله صباح الخير ورد عليها وخلاص، مكانش هناك أي نوع من المشاعر، واحد بتشوفه كل يوم وخلاص، بس ظريف وغريب. هو كمان فكّر فيها نفس التفكير، واحدة ظريفة ييجي منها.

فجأة نشأت صداقة غريبة بينهم. إيه إللي حصل مش عارفين، بس كانوا أصحاب، وعلى طول مع بعض وبيعملوا كل حاجة مع بعض وابتدى يتصاحب على صاحباتها وهى كمان تتصاحب على أصحابه وتسمع حكياته إللي كانت بالنسبة لها غريبة وجديدة، وهو كمان بيسمع حكاياتها إللي مش بتخلص أبدا وعن ناس عمره م شافهم ولا سمع عنهم.

اكتشفوا ان فيه حاجة غريبة تجمعهم، حاجات كتير مشتركة بينهم وبين كل حاجة حواليهم. نفس الأهتمامات، نفس الحكاوي. اشتركوا في أنشطة جديدة مع بعض، رحلات واجتماعات وندوات. عرفوا ناس كتير مع بعض، وكمان بعدوا عن ناس كتير مع بعض. ناس راحت وناس جت وهما مع بعض. كبروا مع بعض، وفهموا بعض أكتر وأكتر. مواقف كانت بتحصل زمان، كانت هى بتزعل منها وتغضب، عشان لسه مَكَنتش فاهماه أوي، ولما يفضل ساكت مبقتش تسأله انت ساكت ليه، عشان عرفت انه مش لازم يتكلم، ممكن يسكت عشان هو مبسوط، مبقتش تزعل، نضجت، كبرت، فهمت. هو كمان كان بيزعل أو يسكت وميتكلمش، بس خلاص دلوقت مفيش كلام، سكوت على طول.

تحلم بحلم، تصحى الصبح تكلمه على طول وتحكي له، رد هو باستغراب، أنا كمان حلمت نفس الحلم!! اتخضت، سكتت، بس كانت حسّة وعارفة انه ممكن يحصل. وهو كمان كان عارف. كمان كانت أيام بتحلم بحاجة هتحصل وتكلمه تحكيله عنها ويقولها أيوة ده حصل لي امبارح، حلمك اتحقق. وصلوا لدرجة تواصل وتوارد خواطر وأحلام غير طبيعية. ساعات كانوا يسكتوا ولما يبتدوا يتكلموا، يبتدوا في نفس الوقت وبنفس الكلمة عن نفس الموضوع. في الشتاء، كانت تجري عليه وتقضي معاه ساعات طويلة من الليل، وتنام في حضنه عشان بردانة وتدفّى بحبه لها.

حلموا بجزيرة بعيدة، يعيشوا فيها مع بعض من غير مضايقات من حواليهم، ولا التزامات لأي حد. هما الأتنين بس، يعملوا كل حاجة هما عايزينها وفي أي وقت، كل حاجة نفسهم فيها موجودة، هما الأتنين بس. يكبروا مع بعض، ينضجوا أكتر مع بعض، يخلفوا أطفالهم، إللي كانت اساميهم متحددة لوحدها من غير تدخل من أي واحد منهم.

وجه اليوم إللي كانت هى خايفة منه، هو كمان كان بيفكر في اليوم ده، بس عمره م قال لها عن إللي كان خايف منه، ولا هى كمان. يوم الفراق. كان يوم صعب عليها وعليه. دموعها كانت بتسيل لوحدها، حتى لو هى مش عايزة تبكي. إزاي هتعيش من غيره؟ هتكلم مين أول م تصحى من النوم، هتكلم مين قبل م تنام بالليل؟ من إللي هتخرج معاه أو تقعد معاه في أيام الشتاء الباردة. من إللي هيكلمها عن حاجات عمرها م عرفتها قبل كده. يا ترى هو كان احساسه إيه، نفسها تعرف كان بيفكر في إيه يومها. يوم الفراق، مكنش فيه تواصل ولا توارد أفكار. كان يوم مبهم، السحاب كان كتير والدنيا مغيّمة. يا ترى السماء كانت عارفة ان ده اليوم الموعود؟

فضلت لوحدها، مش عارفة تبتدي تاني من جديد، بتحاول تتعرف على ناس تانية ومش قادرة، خلاص كل النشاط إللي كانت فيه راح معاه. وفضلت هى مع الذكريات من الماضي الجميل، تفكر في الجزيرة البعيدة وذكرياتهم هناك مع بعض وعن الذكرى السنوية الخاصة بهما هما بس.


التسميات: , ,

 11:22  9 هسهسات أرسليها بالبريد  
في مرمى البصر
على أشكالها تقع
من الذاكرة