الأربعاء، يناير 05، 2005
نزهة تحت الأمطار
ذهبت الى البنك القريب من موقع عملي في نفس الغابة التي أسكن فيها، عشان أسدد شوية من ديوني اللي خلاص زهقت منها، وأنا في الطريق (طبعاً ماشية على رجلي الطويلة الجميلة) كنت مكشرة، أكيد أي حد في نفس الموقف لازم يكون مكشر، رايح يسحب من هنا ويحط هنا، يالا أنا اللي أستاهل عشان عملت ده كله في نفسي. المهم، وانا راجعة تاني للعش، فجأة الدنيا مطرت، ووجدت نفسي فرحانة ومبسوطة، وكل الحيوانات بتجري عشان تستخبّى من المطرة، وانا الوحيدة اللي ماشية تحت الأمطار وعلى وشّي ابتسامة عريضة ومبسوطة جداً. نصحني صديقي الفيل بالاختباء عشان ريشي (اللي الناس بيعملوه مخدات) ميتبلّش، بس طبعاً مابسمعش الكلام. ويستمر هطول الأمطار بغزارة، وتتغسل الشوارع، والأشجار الحزينة اللي من أول ما ظهرت على وش الأرض لم يفكر أحد في غسلها أو حتى رشّها بالمياه، طيب ديه فرصة هايلة عشان تتسقي وكمان تتغسل. ومع نزول المطر كمان، بعض من الحيوانات ذات العقل المفكر والهادي والقلب الحُنيّن تقعد تتأمل الكون حولها، وتتأمل كيف يمكن للمطر أن يغسل كل ما يقابله في طريقه وأيضاً ممكن أن يغسل قلوب المخلوقات. وده بيخليني أفكر كمان في إن قطرة ماء صغيرة ممكن تصنع المعجزات.
فكرتينى بسفرية مع أصدقاء الكلية الى الاسكندرية، قضينا هناك يومين فى شهر فبراير، كانت المطرة قوية جداً و مستمرة على طول، و ما كانش فيه حد
فى الشوارع غيرنا احنا بس اللى مبسوطين بالمطرة.