يوم الجمعة

كل عائلة في الغابة حِدانا عندها طقوس خاصة بها. احنا بقى عندنا طقوس ليوم الجمعة.
أنه يوم الفووووووووووول العالمي.
لازم العائلة تفطر فول الصبح. يعني نصحى بدري كلنا، وناكل فول.
فيه فول بالزبدة والكمون (وده حبيبي)، فول بالزيت والليمون، فول السلطة (وده بقى إللي مش باحبه خالص، ولكن الاب مصمم إني باحبه وبيعمله لي على طول)، وفول بالثوم والمقدونس (ده مش بطّال). فيه بقى أنواع تاني بس احنا مش بنعملها؛ زي الفول المطبوخ .
جنب الفول طبعا بيكون فيه مأكولات أخرى، مثل البيض (المقلي، أو المسلوق). وكمان طبق الخلطبيصة.

ايه بقى الخلطبيصة ديه؟ أن أن أن تششش.
ديه إللي بقية الحيوانات يطلقون عليها الجبنة بالطماطم. ولكن عندنا بتكون لها طريقة مخصوصة وسحرية. ماحدش بيعرف يعملها زيينا كده. نضيف إلي الجبنة البيضاء الطماطم والجرجير والبصل الأخضر والخيار وشوية زيت زيتون أو زيت عادي ونقلب. لو الملح زيادة ممكن اضافة زبادي. بس برضو مهما قلت مش هاتطلع زي بتاعتنا.

وياسلام بقى لو فيه ناس كتير على الافطار (ساعات بيكون تجمع عائلي كبير من العم وأولاد العم، والخال والخالة والجدة، وكل مين عايز ياكل ويبلّم طول اليوم)، يضاف إلى كل ده الفطير الشهي والطعمية (ويا سلام لو بيتي مافيش أحسن من كده) والبطاطس المحمرة. الله يا حلولي على الفطير والعسل الأسود بالطحينة. طبعا فيه عسل أبيض بس أنا لا أفضله عشان كده مش باتكلم عنه خالص.
وأكيد كوب (أحسن أقول جردل) الشاي بالحليب بيتشرب مع الكلام ده كله.
ونفضل نتكلم نتكلم وناكل ناكل لحد ما ننفجر كلنا ونبلّم، والشاطر إللي يقوم ويعرف يعمل أي حاجة بقية يوم الجمعة. ماما بتكون دايخة دايما بعد الأكلة ديه وبابا كمان وكل واحد بيدوّر على كنبة أو سرير يترمي عليهم ويتنّح. لدرجة ان السيد الوالد جاب لنا دواء لهضم الفول عشان نعرف نستمر.

مرة كنت مسافرة في زيارة لغابة في قارة تاني، وفات عليّ يوم جمعة مافطرتش فيه فول معاهم، وصلتني رسالة على التليفون المحمول، محتواها كان كلمة واحدة طويلة: فوووووووووووووووووول.
وبالهنا والشفا.