عنوان ورشة العمل طويل ومعقد، وبالتالي اختصرته.
الأسبوع الماضي شاركت كميسرة في ورشة عمل بالتعاون مع البنك الدولي لتمكين ومشاركة الشباب لقيادة التغير الايجابي بالمجتمعات المهمشة، كان من الدول المشاركة مصر طبعاً، الجزائر، لبنان، اليمن والمغرب. الحقيقة كانت مفاجأة بالنسبة لي الفرق الواضح بين طريقة تفكير الشباب المصري والشباب من الدول العربية. ولكن لازم أعترف ان المجموعة كانت متحمسة جداً، وكل المشاركين سواء من مصر أو الدول الأخرى يتميزوا بالأبتكار والأفكار الجديدة.
المهم، اتكلمت مع يوسف من المغرب. حكى لي عن أحوال المغرب الأن، وكيف ان الملك محمد السادس بعد توليه الحكم، حاكم كل المسئولين عن الفساد في المملكة ومنهم رجال حكموا في فترة حكم والده السلطان حسن، وبالتالي كأنه حاكم والده عن ما تسبب فيه من خراب للمملكة. المفروض ان الملك محمد السادس يقيم في الرباط العاصمة، ولكنه يتجول كل حين بين ولايات المغرب المتعددة، وفي نفس الوقت يجلس الوزراء في مكاتبهم في العاصمة. وحكى لي أيضاً انه التقى بالملك لقاء شخصي ربما 3 مرات.
أحكي لكم عن يوسف (26)، يوسف اسمه بالعربي يوسف الشافعي، ولكن بالفرنسية يكون اسمه يوسف شافوي وهذا هو الأسم المسجل في شهادة الميلاد! هو من عائلة متوسطة، يعمل أبوه بالتدريس، مدرس لغة عربية. قلت له يعني نص كلامك فرنساوي والنص التاني انجليزي على عربي، حرام عليك وأبوك مدرس لغة عربية! وطبعاً استغرقت وقت طويل لفهم اللهجة المغربية التي تتميز بالقاف.
أسس يوسف جمعية الأمل من ثلاث سنوات، للمساعدة في تنمية المجتمع المغربي، والنهوض به. عندهم أفكار هايلة جداً بالنسبة للمجتمع الذي يعيشون به، ويهتمون هناك بالوحدة العربية، ويفكرون في كيفية اتحاد وربط الشباب العربي ببعض. الحديث مع يوسف كان طويل جداً، استفدت منه حاجات وأضفت له حاجات، وكمان تحدثت بالفرنسية التي كنت نسيتها.
وتحدثت كمان مع أمل وعبير من اليمن، اللي عجبني فيهم تميزهم بقوة الشخصية، الثقافة، وكمان عندهم ثراء في المعلومات عن كل البلاد العربية من الناحية الجغرافية والتاريخ. وبرضه تحمسهم للوحدة العربية. وده كان شعور واحد عند كل المشاركين من الشباب العربي، اتحاد الشباب وتسهيل الربط فيما بينهم.
كان فيه عرض من الشباب الجزائري عن خبرتهم في مجتمهعم، عرضت وفاء (التي كانت تجد صعوبة في التحدث باللغة العربية) كيف كان الحال أيام زلزال مايو 2004، وان أول من كان هناك لمساعدة المتضررين هو فريق الكشافة.
وبعد الورشة اتفقنا على انشاء شبكة تجمع بين كل المشاركين، لكي يكون هناك اتصال دائم فيما بينهم، وكمان يفعّلوا دورهم في مجتمعاتهم، ويتبادلوا الخبرات.
أتمنى ان يظلوا على اتصال فعلاً ويحققوا الوحدة التي ظلت حلماً لأجيال كثيرة ولكن لم تتحقق.
استكمال بناءً على طلب الجماهيرالشباب المصري، معظمه ومش كله عشان لا تكون الصورة سيئة بالمقارنة بالشباب العربي، مدعي المعرفة، عنده معلومات هائلة عن كل حاجة وأي حاجة وممكن يفتي طبعاً لأن الورشة ديه اشترك في حاجات زيها كتير، طب اشتركت ليه؟ كان ممكن تترك الفرصة لغيرك. وهناك الفصيح، الذي يتميز بقدرته على صياغة جُمَل طويلة ومعقدة من الناحية اللغوية، وفي الآخر مالهاش معنى أصلا. وكمان كان فيه من يعتقد انه في رحلة!!! فمثلاً واحدة من المشتركين كانت تتحدث مع احدى صديقاتها على التليفون، وبعدين قالت لها:
"أصل أنا في رحلة دلوقتي". ده كلام برضو؟
نيجي بقى للمهم، أكثر ما لفت نظري هو عدم وعينا بمشلكة الإيدز. أعتقد ان هناك مشكلة في مصر، المرض منتشر، ممكن مش بنسبة عالية، ولكن هناك مصابين وهناك حاملين للمرض كمان. المشكلة هى، عدم تصديق هذا الواقع، طبعاً احنا بلد إسلامي، وبنحافظ على العادات والتقاليد، احنا بلد محافظ، ازاي يكون عندنا مرض الايدز والعياذُ بالله، يا راجل بلا كلام فارغ. لو رجعنا الى احصائيات الأمم المتحدة هنلاقي ان هناك نسبة من حاملي المرض، وهناك مقولة
"وراء كل مريض بلإيدز، يوجد 10 حاملين للمرض". الشباب المصري طبعاً في البالالا، وكمان الاعلام، ده في رأيي. كان زمان في اعلان في التليفزيون، واحد ياخد واحدة من الشارع والشاشة تتحول الى اللون الأسود والأحمر، وضحكة رقيعة من الست، وتظهر جملة احمي نفسك وبلدك، أو حاجة شبه كده. ايه ده!! همّا فاكرين المتفرجين دول ايه؟!
قدّم الوفد الجزائري عرض عن محاربة مرض الإيدز، هناك حملات توعية جامدة جداً في الجزائر، وأعتقد ان أغلبية الشباب على وعي كامل بالمشكلة التي تواجه الوطن العربي وقارة أفريقيا التي بها 70% من اجمالي المصابين في العالم. أما الشباب الجميل بتاعنا، أبيض خالص، ولا عندهم معلومات عن أي حاجة، مع ان في رأيي ان مشكلة الإيدز أهم من البيئة، والصحة الانجابية ...إلخ.
تتبنى الأمم المتحدة محاربة المرض في كل دول العالم، وفي دولة من الدول العربية، عرضوا فكرة اتاحة بيع الواقي الذكري في الجامعات وعدم قصره على الصيدليات، طبعاً واجهت هذه الفكرة معارضة شديدة لأن بذلك يتم تشجيع الشباب على الرذيلة!! ولكن نجحت الفكرة في تونس، وأعتقد انها ستنجح في باقي الدول، والسؤال ايه النظام في مصر؟