الست نعامة: يوليو 2006

الست نعامة تعبر عن ما تتخيله وتعيشه ويحدث لها كل يوم أو كل شهر أو ربما كل عام.

دمشق - حِمص

سوريا - حِمص الأثنين 24 أبريل 2006

وصلت دمشق من حلب بعد منتصف الليل..كانت الساعة واحدة ونص تقريبا..مش عارفة ليه طريق العودة استغرق وقت أطول من الذهاب..المهم نزلت من الباص في موقف غلط..المفروض شادي هاينتظرني (تعب معي قوي الحقيقة)، أدور عليه مش موجود والدنيا برد مش عارفة أعمل ايه..كلمته في التليفون المهم اتقابلنا اخيرا.
كان معاه صديقه فهد أبو قويق (طبيب).
حمدالله على السلامة. هاتعملي بكرة ايه بقى؟
أنا: عايزة أروح حِمص. ماتييجي معايا يا شادي.
شادي: معلش المرة ديه انا مش فاضي.
أنا: طيب ايه رأيك يا فهد؟ (أول مرة أشوف فهد يعني)
فهد: والله ممكن بس الساعة كام؟
أنا: الطريق ساعتين من دمشق، نتحرك على 10 الصبح كده ونوصل هناك الساعة 12، كده حلو قوي. يبقى عدّي عليا الصبح نركب الباص ونروح على حِمص، وأنا معايا الخريطة.

قابلت فهدالساعة 10 الصبح..الدنيا كانت بتمطر جامد جدا وأنا مش عاملة حسابي ان الجو هايكون برد، ومش معايا غير جاكيت قطن كده فضلت لابساه على طول.
ركبنا الباص..الطريق لطيف بس المطر شكله كده مطوّل معانا.
وصلنا حِمص..بلد صغير مافيهاش حاجة وأحسن مانضيّعش فيها وقت أحنا لسه هانروح قلعة الحِصن (هو ده الهدف أصلا)، ركبنا مايكروباص..الطريق من حِمص إلى قلعة الحِصن ساعة أو زيادة شوية.
أخيرا وصلنا القلعة، نتفق مع السائق يعدّي علينا وهو راجع تاني المدينة، هايعدي الساعة 5 عصرا.
المطر مازال مستمر وسحاب كثيف، بس مش هايؤثر على استمتاعنا باليوم.

القلعة كبيرة جدا...هاتاخد وقت طويل على فكرة بس هانخلصها كلها..ناخدة لفّة حول السور وبعدين ندخل.

مدخل القلعة

مش هاعرف أوصف الجمال من فوق القلعة..مناظر طبيعية هايلة جدا..والمطر والسحاب والأخضر. ومش هاعرف أحط كل الصور عشان أشرح. استغرقنا ساعتين أو ثلاثة عشان نخلص السور بس!!!

قلعة الحصن منظر من فوق القلعة

طب كفاية كده على السور ندخل جوة شوية. القلعة من الداخل مثل بقية القلاع يعني..غرف كثيرة وأماكن للرماة وشبابيك مختلفة. وكان فيه اسطبل وكمان وجدنا جامع.

مع فهد داخل القلعة

على سطح القلعة، يوجد مطعم سياحي، للأستمتاع بالأكل الشامي الجميل والمنظر الروعة.
المهم خلاص بقى كده الدنيا برد قوي وموعد المايكروباص كمان يالا ننزل.
في طريق العودة السائق سلك طريق آخر غير طريق الذهاب...وتوقف بنا كي نستمتع بالمنظر الطبيعي.

في طريق العودة إلى حِمص

ووصلنا دمشق، المطر جامد جدا، مش عارفة هاسافر بكرة ازاي. واقترح علي شادي أن اجرب الكنافة بالجبنة..بلاش يابني أنا مش باحب الحاجات الغريبة، وبعدين ازاي كنافة بالجبنة؟ بس جربي كده. المفروض أجرب قطعة صغيرة. ولكن الأحجام عندهم عملاقة، وياللعجب أكلت القطعةالكبيرة جدا لوحدي!!!
وكان ده آخر يوم لي في سوريا الجميلة وسوف أعود غدا إلى عمان، لأبدأ رحلة ثانية مع بلد تاني.
يتبع
 14:53  6 هسهسات أرسليها بالبريد  

إلى معلمي

كنت استكمل قراءة كتاب قرأت الجزء الأول منه معك منذ فترة طويلة..وتذكرت يوم أن بدأت قراءته معك. كأني أول مرة أقرأ.
كلام غريب علي؛ معاني ومفردات أغرب. وكنت أسألك عن معاني كثيرة.

ياااه حدث هذا من 5 سنوات أو اقل قليلا.

تعلمت منك الكثير في مجالات مختلفة ومازلت اتعلم الكثير، ومع ذلك تنكر أنك معلمي.

أردت أن ابعث إليك بهذا الشكر في ذكرى مولدك ولكن...

شكرا.
 16:10 أرسليها بالبريد  

عودة أبو قردان لدنيا الغربان

عاد أبو قردان تاني لحياته الطبيعية، وبدأ يشتغل شغلانة روتينية. وبما إن الصيف (الأمور) دخل فالشغل قليل. يروح الشغل يلاقي بقية الغربان طاروا على عششهم.
طيب يعمل ايه في وقت الفراغ، يذهب لمقهى في منطقة راقية ويقضي فيه وقت ويتحادث مع عملاء آخرين في بلاد بعيدة بيقلب رزقه معاهم (على رأيه). المهم كان متنرفز ومستَفَز وأنا باكلمه. وحكى لي عن قصته مع المانجة:

Mango 13.07.06

النعامة: مالك يا أبا قردان؟
ابو قردان: هم بيعلموهم السماجة ولا بيختاروهم كده؟
النعامة: هم مين؟
ابو قردان: هنا في القهوة.ابتسامة صفراء غلسة وتخلف حضاري؛ قال إيه... عايز يحط لي كريمة على المانجة.
كاتك نييلة.
عايز حد يردحله ويعرفه مقامه.
بيضحك على الكتاكيت اللي في القهوة إكمنهم محدثين.
لا والنبي واحد جوافة بالكاري.
طبقة تخنق؛ مُدعو الـ"كلاس"، والكلاس منهم براء، منتشرين في كل مكان
يخلقون العادات الجديدة الغريبة المتخلفة.
جاي بابتسامته الرخمة يقول لي: إيه أخبار المانجة؟
قلت له : حادقة!
قال لي: دي طبيعيّة.
ماهو باين.
قال لي: خلاص المانجة؟ ومسك الكباية عايز ياخدها مني. وكمان جايبلي شفاطة مع المانجة القطع!!! قتلني خلاص.
ايه يا ست نعامة إللي بيحصل هنا، الغربان لبست شورت وكشفت بطنها!
بس لسه غربان، ماهو أصل الغراب غراب ولو لبس شبشب أو قبقاب.
وكمان بيلبسوا المدعو "فليب فلوب". أنا مش فاهم ازاي بيعرضوا صوابع رجليهم للتراب والماء.

toes 13.07.06 toes

أنا ممكن أموت لو أصيبت أصابع قدميّ بالتراب أو المياه. ممكن يعذبوني في السجن بوضع أصابعي في شبشب بصباع!! تتجمع فيه الأتربة والعرق. مع إني صوابعي قبيحة لكنني أحافظ عليها من الشباشب.
للحديث بقية طويلة.مش مهم دلوقتي.

بس معي رسالة لزحلوف من أبو قردان بيقول له أنه منتظره.

إللي نطلع به من هذه القصة الطويلة..أن الغراب مهما عمل فهو برضو غراب وبلاش تزوروا دنيا الغربان كتير عشان المانجة هناك حادقة. ونخلّي بالنا لو هانلبس شبشب بصباع ماندسش في التراب عشان صوابعنا تفضل نظيفة.

سلاماتي.
 15:55  5 هسهسات أرسليها بالبريد  

فرقع لوز

الصيف دخل يا جماله ويا حلاوته، أحلى الأيام.
وخرجت الحيوانات من الجحور وانطلقت في الغابة..بس فيه حاجة عكننت عليهم فرحتهم بالصيف ومش عارفين يتخلصوا منها ازاي.
قاعدين الحيوانات مع بعض يتسامروا في ليالي الصيف العظيمة ونازلين نميمة ورغيّ وشغلانة ومشاريب سخنة ومشاريب ساقعة. ومرة واحدة سمعوا صوت غريب على الغابة، صوت مش معروف.مين يا ترى وايه الصوت ده!!
أتاريه فرقع لوز..أن أن أن تشششش.
فرقع لوز بيقفز على كل حيوانات الغابة ومش عاتك حدّ..مرة على الأسد ومرة على الفيل، الفيل أعصابه ما تستحملش القفز ولعب العيال ده كان هايدوسه أو ينفخ فيه بالزلومة. وفرقع لوز نازل قفز حوالين الحيوانات وقارفهم في عيشتهم وانا منهم طبعا، حاجة تخنق.
نتخلص منه ازاي ده؟ آه ساعات نتفرج عليه ودمه يكون خفيف بس كفاية كده بقى تعبنا من القفز ده. طلع لنا منين ده.
الرحمة.
 21:12  5 هسهسات أرسليها بالبريد  

دمشق - حلب

سوريا-حلب الأحد 23 أبريل 2006

سهرنا على جبل قاسيون لحد متأخر أوي وأنا كنت تعبانة من السفر (صاحية من الساعة 6 الصبح) ومانمتش خالص وطول النهار برم في المدينة..تعبت.
روحت مع سارا ونمت زي الفسيخة.
يدق المنبه عشان استيقظ لأسافر إلى حلب الشهباء. قابلت شادي ووصلني إلى موقف البرامكة (تاني)
عشان أركب الباص إلى حلب. تدخل الموقف بقى تجد اعداد كثيرة من الباصات إللي بتروح جميع أنحاء سوريا. مش هاتعب أركب أي واحد وخلاص.
اخترت شركة كان شكل الباص تبعها لطيف وركبت.
جلست في مقعد جنب رجل..السواق جاء إلي وقال لي حضرتك متأكدة ان ده الكرسي بتاعك؟ قلت له أيوة. قال لي ممكن أشوف التذكرة؟ اتفضل. طلع طبعا مش مكاني. وبعدين السواق مال علي وقال لي: احنا مش بنقعد صبايا جنب شباب.
الطريق من دمشق إلى حلب طويييل أطول من رحلة عمان-دمشق. ورمت في الأوتوبيس. بيوزعوا مع التذكرة كوب بلاستيك ويملأه السواق بالماء وبونبونة عشان نسلي نفسنا في السكة الطويلة. نمت وصحيت كذا مرة وابتديت اجوع بقى مش قادرة.

أخيرا وصلنا حلب، انزل فين بقى؟ مش مهم انزل مطرح ما هايقف الباص واكلم حسّان يجيلي.
مافيش حس ولا خبر وهاموت من الجوع وحسّان لم يظهر بعد. واخيرا طل علي حسن الوجه حسّان :-)
مرحبا أهلا فيكي، حمد لله على السلامة :-)
حسّان انا جعاااااانة. طيب نروح نفطر عند قلعة حلب وبعدين نلف المدينة.
وياسلام على الأفطار الجميل والقعدة الأجمل (مطعم مفتوح تحت سفح القلعة)والحديث الطويل الذي لا ينتهي ابدا.

حسّان طبيب طوارىء في حلب وبيحضر الماجيستير (أعتقد هذا) ويخطط للسفر لبلاد الفرنجة عشان يشتغل هناك. فضلنا كتير نتبادل اطراف الحديث واخدنا بالنا ان الوقت جري بسرعة. طيب نروح على القلعة..كان يوم أجازة عيد بس مش فاكرة ايه (حد النور أعتقد) وكل ناس أجازة والدنيا زحمة بس برضو جميلة.

with hassaan P4230019
دمشق زي القاهرة كده في زحمتها وخنقتها..أمّا حلب فهى مثل الأسكندرية؛ الجو جميل ونظيف وتعطي انطباع ان البحر موجود في مكان ما (مع إن مافيش بحر هناك اصلا)، وفيه شارع طويل يطلقون عليه الكورنيش (زي كورنيش المقطم كده) كل الشباب والصبايا بيتقابلوا هناك ويخرجوا.
لون مدينة حلب أبيض (باتخيلها كده) أمّا دمشق لونها أصفر.

خلصنا القلعة..وطلعنا على سوق المدينة، هو سوق كبير زي سوق الحامدية (الأسواق هناك مسقفة) يختلف عنه انه فيه خان لكل بضاعة؛ يعني خان الأحذية، خان الجلود، خان اللحوم، خان الملابس ...إلخ، المهم خلصنا السوق ودخلنا على المدينةالقديمة، وكان من حظي ان السنة ديه بيحتفلوا بحلب عاصمة الثقافة الاسلامية أو حاجة كده مش فاكرة دلوقتي أوي.
حسّان قال لي انهم نضفوا المدينة وجملوها عشان المهرجان وكمان أعملا الترميم على ودنه..زرنا المسجد الأموي الكبير، ومشروع إحياء مدينة حلب القديمة والمعرض الدائم في مبنى مدرسة الشيباني (تم تنظيمه بين مديرية المدينة القديمة والوكالة الالمانية للتعاون الفني)..واتمشينا في المدينة القديمة، تمنيت لو اني أعيش هناك (حلم طبعا).
قابلنا مازن صديق حسّان، وذهبنا في جولة اخرى لحلب القديمة ودخلنا حمام يلبُغا بس للأسف عشان موعد الباص بتاعي مانفعش ادخل آخد حمام منعش :-(

حمام في حلب نعيما

وذهبنا لمقهي قديم، وأخذنا صاحب المقهى في جولة للقبو. اول دور تحت الأرض كان للتصنيع، تاني دور للتخزين، ونحس بفرق درجات الحرارة، تحت الدور تاني ابرد كتيير. وكمان اكتشفوا سرداب يوصل إلى القلعة ذات نفسها، كانوا بيستخدموه في الهرب. وقال لنا صاحب المقهى إن الدور الأول هايعملوه مطعم ايطالي (طبعا مش هاكون موجودة لما يفتح).
وبما إني في سوريا وجب الترويج لمصر وصحراء مصر، كلمتهم عن صحارى سفاري وعن الجولات والأنشطة. وهما كمان حكوا لي عن مجموعتهم إللي اسمها "الأرض" بيعملوا جولات في سوريا ويعسكروا في مناطق مختلفة واتفقنا على تبادل مجموعات بين الأرض وصحارى سفاري.

وجاء موعد العودة إلى دمشق :-( مش عايزة امشي، بس لازم ارجع. وتركت حسّان ومازن ووعدته بلقاء قريب في القاهرة أو حلب مرة أخرى.

يتبع
 14:38  3 هسهسات أرسليها بالبريد  
في مرمى البصر
على أشكالها تقع
من الذاكرة